وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي نص بيان سماحته:
بسم الله الرحمن الرحیم
"وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بإنفسهم ومايشعرون"
سورة الأنعام (١٢٣)
ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ استشهاد جمع من المؤمنين من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) خاصة جمع من الشباب والقاصرين على يد كيان آل سعود المجرم؛ وعلى هذا نتقدم لأهالي الشهداء بالتعازي، ونسأل الله تعالى أن يحشرهم مع محمد وآل محمد صلوات الله عليهم وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان .
إن منهج قطع الرؤوس الذي تمارسه سلطات آل سعود في بلاد الحرمين الشريفين من أجل تكميم أفواه المعارضين والمنتقدين ما هي إلا ظاهرة نابعة عن الفكر الوهابي التكفيري الذي يسمح لنفسه بممارسة شتى الجرائم من أجل الحفاظ على سلطته الظالمة، فهو بذلك لايرحم طفلا صغيرا ولا شيبا كبيرا، ولكن الأقبح مما تقوم به سلطات آل سعود هي ظاهرة إزدواجية المعايير التي أصبحت مكشوفة للجميع في العالم، وهو أمر مخزي بالنسبة لما يسمى بالمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وكذلك شبكات التواصل ووسائل الإعلام العالمية حيث يمكن مشاهدة التغطية الإعلامية الخجولة وعدم تسليط الضوء على هذه الجرائم فضلا عن عدم اتخاذ مواقف مناسبة من منظمات المجتمع الدولي، بل الأعجب والأقبح أن البعض اكتفى بالتعبير عن قلقه بعبارات دبلوماسية مما يحدث فحسب لا أكثر. هذا إضافة إلى أننا لم نرى أي مؤسسة دولية حقوقية أو رياضية أو أكاديمية تقوم بمقاطعة السلطات السعودية بعد هذه الجرائم التي تهز ضمير كل إنسان، وهذا يدل على زيف دعايات حقوق الإنسان والدفاع عن حق الحياة وممارسة المهنية الإعلامية وماشابهها من الشعارات الفارغة .
لقد بات واضحا للجميع استحالة تلميع الصورة القذرة لأل سعود بعد كل تلك الجرائم بداية من إعتقال المعارضين السلميين لاسيما الأطفال والقاصرين مرورا بتعذيبهم وصولا إلى قطع رؤوسهم .
و ما هذا الطغيان السعودي إلا انعكاسا للغطرسة والإجرام المنبثق عن الدعم الأمريكي والصهيوني مع تواطئ أوروبي، ولكن في النهاية سوف يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
إن الحوزات العلمية تدين هذه الجريمة الوحشية بأشد العبارات وتوجه نداء للأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها ومؤسساتها العريقة بالتعبير عن استنكارهم لهذه الجريمة البشعة، كما أننا نطالب ما يسمى بالمجتمع الدولي ومنظماته المعنية من مؤسسات حقوقية وإعلامية وغيرها باتخاذ المواقف وممارسة دور فعال من أجل الحيلولة دون تكرار وقوع هذه الجرائم .
على رضا أعرافي
رئيس الحوزات العلمية في إيران - قم المقدسة